بحث فى المدونة

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

خمسون سببا لإدانة مذابح رابعة وأخواتها

خمسون سببا لإدانة مذابح رابعة وأخواتها
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
1)   لأننا بشر وآدميون.
2)   لأننا أسوياء.
3)   لأن الفطرة ضد القتل.
4)   لأن كل الأديان تحرم القتل.
5)   لأن الدستور والقانون المصرى يجرم القتل.
6)   وكذلك كل المواثيق والقوانين الدولية .
7)   بل أن الحق فى الحياة هو الحق الأهم والأخطر فى كل المواثيق العالمية لحقوق الانسان.
8)   لأنه لا توجد مادة فى الدستور أو فى قانون العقوبات او فى قانون التظاهر تنص على ان قتل الاخوانى أو الاسلامى أو الخصم السياسى أو المعتصم أو المتظاهر هى عمل مباح و جريمة لا يعاقب عليها القانون.
9)   لأن المصريين متساويين فى حقهم فى الحياة، ولا يعقل أن ندين قتل جنود وضباط الشرطة والجيش على أيدى الإرهابيين ونصمت على قتل المدنيين.
10)          لأننا لا نريدها أن تكون سابقة، تعطى السلطات المصرية على مر العهود والعصور حق القتل لمعارضيها وخصومها السياسيين، ان قويت شوكتهم وتظاهروا واعتصموا ضد سياساتها.
11)          ولأننا لن نستطيع أن نبنى نظاما سياسيا مستقلا وحرا وعادلا، تحت التهديد الدائم بالقتل والاعتقال.
12)          ولأن الخوف لا يبنى مواطنا صالحا ووطنيا ومنتجا وايجابيا.
13)          لأنها عمقت من تقسيم مصر، وضربت وحدتها الوطنية، وزادت من مخاطر الأمن القومى، على عكس كل ما يشاع من اعلام السلطة ورجالها، وان لم نتدارك الأمور ونحاكم المسئولين عنها، فانها ستجر مصر الى فتنة أهلية كبرى قد تستمر لسنوات طويلة.
14)          لأن أعمال القتل بالجملة، تخلق بيئة ممتازة لنشاط كل أجهزة المخابرات المعادية، لكى تدخل على الخط، وتنفذ أعمال ارهابية لزرع الفتن والاقتتال الاهلى كما حدث فى لبنان والعراق وسوريا.
15)          كما تخلق بيئة خصبة لنمو الارهاب بدافع الثأر والقصاص وتحقيق العدالة المهدورة. فالقتل بلا حساب يخلق القتل المضاد، والجريمة بلا محاكمة تولد عشرات الجرائم، وهكذا فى دائرة جهنمية لا تنتهى.
16)          كما أنه لا يعقل أن تنتهى ثورات الكرامة العربية التى خرجت ضد الاستبداد والقتل والاعتقال والتعذيب، والتى فجرتها احداث مثل قتل خالد سعيد وقهر محمد البوعزيزى وشهداء كنيسة القديسين... لا يعقل أن تنتهى بقتل بضعة آلاف من المعارضين والمتظاهرين والخصوم السياسيين فى اسابيع واشهر قليلة.
17)          لأن السبب الرئيس الذى يحاكمون عليه مبارك والعادلى هو قتل المتظاهرين فى ايام الثورة الأولى، فكيف يفعلوها ثانية.
18)          لان الثوار الذين اتخذوا من شهدائهم ايقونة لثورتهم، مثل الشيخ عماد عفت وجيكا ومينا دانيال ومحمد الجندى والحسينى ابو ضيف....الخ، لا يمكن ان يقبلوا قتل الآلاف من المواطنين لأنهم يختلفون معهم فى الافكار والمواقف.
19)          لأننا غضبنا أشد الغضب وقلبنا الدنيا رأسا على عقب، حين تم قتل ثوار يناير ومحمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد والاتحادية، فلماذا نقبل اليوم ما رفضناه بالأمس القريب.
20)          لأن مواقف الجيش فى الأيام الأولى للثورة المصرية، رسخت عقدا وقاعدة رئيسية وثابت وطنى مقدس وطمأنينة وثقة شعبية وسياسية، باستحالة اطلاق النار على المتظاهرين مهما حدث.
21)          لأنه لم يخطر على بال أكثر الناس تشاؤما أنه يمكن أن يقتل كل هذا العدد من الناس فى بضعة ساعات.
22)          لأنه لا سياسة فى القتل ولا قتل فى السياسة.
23)          لأن أقصى و أشد أنواع الصراع السياسى، لا يمكن أن تبرر القتل.
24)          لأن الخلاف مع الاخوان مهما بلغت حدته، لا يبرر قتلهم.  
25)          لأنه لو كان القتل على الموقف والهوية مباحا، فقل على مصر السلام.
26)          لأنه فى كل بلدان العالم، هناك مئات من السوابق على فض الاعتصامات بدون وقوع قتلى بالمئات أو حتى بالعشرات.
27)          لأنه ثبت فيما بعد أن مذبحة رابعة وأخواتها جاءت فى سياق خطة اشمل تستهدف اجتثاث التيار الاسلامى والاخوان أولا ثم المعارضة كلها فيما بعد، من الحياة السياسية تماما، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلة، فالحوار الفكرى والمنافسة السياسية الشريفة طويلة النفس وإطلاق الديمقراطية والحريات هى الطريقة الوحيدة لإدارة الاختلافات والصراعات السياسية فى الأمم السوية والمتحضرة، خاصة بعد قيام الثورة.
28)          لأنه لم يحدث فى تاريخنا مثل هذه المذابح من قبل.
29)          ولأننا لن ننساها أبدا، وستظل جرحا غائرا ينزف لسنوات طويلة، يغطى على ما عداه من أحداث أو سياسات.
30)          ولأننا لن نسامح أنفسنا أبدا ان سكتنا عليها.
31)          لأننا لا يمكن أن نورث ابناءنا والأجيال القادمة، تاريخا مصريا ملوثا بالصمت على مذابح بهذا الحجم.
32)          لأنها ستكون وصمة عار دائمة فى تاريخنا أمام أنفسنا وأمام العالم، ولو بعد مائة عام، مثلها مثل كل المذابح المماثلة فى العالم، التى لم ينسها الضمير الانسانى حتى الآن.
33)          لأن التيارات السياسية المختلفة، لم تنسَ للسلطات المصرية على اختلاف عصورها وبصرف النظر عن ايجابياتها أو سلبياتها، قيامها بقتل وتصفية خصومها السياسيين، فلا يزال اليسار يتذكر الى يومنا هذا خميس والبقرى وشهدى عطيه، ولا نزال جميعا نتذكر عبد العظيم أبو العطا و سليمان خاطر، على سبيل المثال وليس الحصر.
34)          لأننا أصبحنا على يقين من حقيقة المذابح بعد أن قامت عدة جهات بتوثيقها، وعلى رأسها موقع ويكى ثورة الذى وثق أسماء الشهداء والمصابين بالاسم الثلاثى، وسبب الوفاة، ومكان الجريمة وتاريخها.
35)          لأنه لا يوجد أحد منا، لم يشعر انه احمد زكى فى فيلم البرئ.
36)          لأن كل الذين نعلمهم من الشهداء كانوا أناسا مشهودا لهم بالسمعة الطيبة وحسن الخلق والسلمية.
37)          لأن المقتولين لا يمكن أن يكونوا ارهابيين، فالارهابى لا يتظاهر ولا يعتصم ولا يقول اسمه الحقيقى، ولا يرفع اللافتات ولا يخطب امام العامة فى الميكروفونات او على المنصات.
38)          وحتى الارهابى، يجب تقديمه لمحاكمة عادلة، فلا يجوز قتله، الا دفاعا عن النفس، وفى حالة ضبطه مشتبكا و متلبسا فى عملية ارهابية.
39)          لأنه أصبح فى مصر الآن آلاف الأسر ومئات الآف من الاقارب وبضعة ملايين من الاصدقاء والمعارف والجيران، يشعرون بالظلم البين، ولن تهدأ نفوسهم الا بالعدالة الناجزة والقصاص.
40)          لأن قيم الشرف والعزة والحق والعدل والاحترام والصدق والأمانة والشجاعة تحتم علينا أن ندينها.
41)          لأن الصمت عليها هو موقف عنصرى كريه تجاه خصومنا السياسيين.
42)          ولأن ابناءنا وأحفادنا سيسألوننا يوما، عن موقفنا من هذه المذابح.
43)          لأن قتل الأنظمة العربية لمواطنيها، يضفى نوعا من الغطاء الشرعى على قتل الصهاينة للفلسطينيين.
44)          لأن ما حدث خلال عام مضى أثبت صحة مواقفنا، فالنفوس لم تهدأ، والاستقرار لم يتحقق، والأمن لم يستتب.
45)          لقسوة الحياة فى وطن تنتشر فيه رؤى وأفكار ونظريات وقوى وشخصيات، تبارك أو تشارك أو تصمت على قتل المتظاهرين.
46)          لأننا نرى أن كل الذين يدافعون عنها، إما أنهم من رجال السلطة أو من المحسوبين عليها.
47)          ولأن الخوف من السلطة أو الانتهازية السياسية أو السلبية، على سوئها وكراهيتها، ليست أسبابا مقبولة حين تتعلق المسألة بقتل آلاف المواطنين .
48)          لأنه حتى المجلس القومى لحقوق الانسان المعبر عن السلطة، لم يتمكن فى تقريره من تجاهلها، فأدانها، وان جاءت عباراته مراوغة.
49)          لأننا نرفض أن تتولى المنظمات الأجنبية بأجنداتها المعلنة أو المستترة، مهام التحقيق فى شأن من أخص شؤوننا بسبب أو بذريعة امتناعنا عن تناوله بأنفسنا، والتحقيق والمحاسبة فيه بكل شفافية.
50)          لأنها ستكون أحد الأوراق التى سيستخدمها زبانية الغرب الاستعمارى كالمعتاد، للمساومة مع، والضغط على النظام الحاكم، والتى عادة ما ستكون نتيجتها مزيد من التفريط فى استقلالنا وقرارنا الوطنى.
*****
القاهرة فى 17 اغسطس 2014




ليست هناك تعليقات: