بحث فى المدونة

الثلاثاء، 27 مارس 2012

ان تضاربت المصالح ، وجب التنحى


محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

1) هل يمكن ان تقوم لجنة تأسيس الدستور بتشكيلها الحالي من 50 % من أعضاء البرلمان ، بإلغاء نسبة العمال والفلاحين ضد مصلحة نواب العمال والفلاحين في البرلمان الحالي ؟

2) وهل يمكن ان تقوم اللجنة بإلغاء مجلس الشورى في الدستور الجديد ضد مصلحة نواب الشورى من أعضاء اللجنة ؟

3) وهل يمكن ان تقوم لجنة نصفها من البرلمان باختيار النظام الرئاسي وليس البرلماني بما يضعف من القبضة البرلمانية على السلطة ؟

4) وهل يمكن ان تقوم اللجنة بالنص في الدستور الجديد على ضرورة حل هذا البرلمان وإجراء انتخابات جديدة على أساس أحكام الدستور الجديد بما يؤدى الى فقدان الأعضاء الحاليين لعضويتهم ؟

5) وهل يا ترى ستتحمل البلاد الحكم ببطلان الدستور الجديد ان حكمت المحكمة الدستورية ببطلان البرلمان لبطلان قانون الانتخابات ؟

الله اعلم ، ولكن فى الأغلب الأعم سيختار أعضاء البرلمان دستورا جديدا يتوافق مع أوضاعهم ومصالحهم وسيستبعدون منه كل ما يضعفها او يهددها ، فهم في النهاية بشرا وليسوا ملائكة .

كانت هذه هي أهم ما طرحه عدد من الفقهاء الدستوريين من أسباب ، لرفضهم أن تتضمن اللجنة التاسيسة للدستور اى أعضاء من البرلمان . وكلها أسباب قوية ومنطقية وليس لها علاقة بالصراع الدائر بين التيار الاسلامى والآخرين

فلقد كان يتوجب على أغلبية البرلمان أن تتنحى عن عضوية اللجنة بسبب تضارب المصالح . وكان بمقدورها ان تنتخب كل أعضاء اللجنة من خارج البرلمان مع التركيز بقدر الامكان على الشخصيات العامة المحايدة والنزيهة والمتخصصة و القادرة على صياغة أفضل دستور يمثل الجميع .

فالقضية هذه المرة ليست اسلامى و ليبرالي ، وإنما القضية هي محاولة الوصول الى أعلى درجة من الحيادية والموضوعية والنزاهة فى إعداد الدستور بما يتناسب تماما مع المصلحة الوطنية العامة وليس مع المصالح الحزبية الخاصة حتى لو كانت لأحزاب الأغلبية .

كما ان القضية ليست جدالا او صراعا سياسيا بين قوى متنافسة ومتصارعة ، وليست قضية أغلبية وأقلية ،

وليست قضية حقوق وصلاحيات تم اكتسابها بموجب الاستفتاء على الإعلان الدستوري

وإنما القضية تتعلق بالإدارة الحكيمة لعملية إعداد الدستور بما يمكننا من تذويب حالة الاحتقان التي صاحبتنا منذ رحيل مبارك ، و تحقيق بداية هادئة مستقرة ترضى الجميع .

كما انها كانت فرصة مهمة للتيار الاسلامى ، يستطيع من خلالها ان يثبت سماحة المنهج الاسلامى وثراءه الحضاري والقيمى بالمغايرة للنموذج الغربي فى ممارسة الديمقراطية ، ذلك النموذج الغنى بالنصوص واللوائح ، الخالي من اى قيم أخلاقية .

وتخيلوا معي المردود الطيب والبناء فى ان تكونوا انتم الأغلبية ، و تستطيعوا ان تقرروا ما تشاءون ، ولكنكم لا تفعلون ، بل تنتصرون لرأى الأقلية المدعوم برأي غالبية الفقهاء الدستوريين فى هذا الشأن الاجرائى، وتأخذون مخاوفها بعين الاعتبار ، ليس خوفا من الأحكام القضائية التى قد تحكم ببطلان قراراتكم ، وإنما رغبة فى الوحدة والتوافق ، ودرءا للشبهات ، و تفعيلا لقاعدة ((مشاركة لا مغالبة )) .

*****

القاهرة فى 25 مارس 2012

الأحد، 25 مارس 2012

لا اكراه فى الانتخاب

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

• لكل مواطن مصرى بالغ من العمر 18 عاما حق المشاركة فى الانتخاب الحر لرئيس الجمهورية حتى لو كان عضوا فى جماعة الاخوان او السلفيين او أحزابهم أو اى احزاب او جماعات أخرى .

• ومن حق اى حزب او جماعة او هيئة ان تختار مرشحا للرئاسة ، ولكن ليس من حقها الزام اعضاءها بانتخابه وتهديدهم باجراءات عقابية ان لم يفعلوا .

• لا نريد ان تكون هناك تصفيات قبل نهائية للانتخابات تتم بعيدا عن الشعب ، فى غرف او جماعات مغلقة ، يستئثر فيها بضعة افراد بتقرير مصير مصر والمصريين .

• منذ شهور و الناس فى مصر مشغولة بالرئيس القادم ، تتحاور و تتشاور وتراقب وتقيم وهى تشعر انها اكتسبت مع الثورة حقا جديدا لاول مرة فى تاريخها ، هو حق المشاركة فى انتخابات رئاسية حرة نزيهة

• وليس من اللائق ان يأتى لهم فى اللحظات الاخيرة من يقول لهم : لا تشغلوا بالكم ، فلقد قضى الأمر و تم اختيار الرئيس بمعرفة القادة أو الشيوخ ، وانه شخص مخالف تماما لتوقعات الجميع بل انه ليس واحدا ممن تعلمونهم من المتنافسين الحاليين ، و هو شخص مغمور ولكنه سينجح رغما عن انف الجميع لانه سيلقى دعمنا نحن اصحاب الاغلبية ، وكأن هناك غرفة تحكم عن بعد تدير مصر من وراء الكواليس .

• ان شعور المرشحين والناخبين ان المرشح الذى يرفضه الاخوان و السلفيون هو ساقط لا محالة وان لا حول لهم ولا قوة فيما يقرره اصحاب الاغلبية ، هو شعور كريه سيدفع الناس دفعا الى سحب الثقة الغالية التى منحوها لهم فى الانتخابات البرلمانية مما سيفقدهم اغلبيتهم فى المستقبل القريب .

• انها حالة شبيهة بقصة صكوك الغفران فى العصور الوسطى التى كان مانحوها يدعون ملكية مفاتيح الجنة ، جنة الهة فى الآخرة أو جنة الرئاسة فى مصر المحروسة .

• ان حقيقة ان هناك جهة واحدة صغيرة محدودة العدد هى التى تمسك بزمام الامور وهى التى تقرر فى النهاية كل شىء هى حقيقة مرفوضة ، سواء كانت هى مكتب الارشاد او المجلس العسكرى او شيوخ الدعوة السلفية او زعماء الليبرالية أو مجلس رجال الاعمال او لجنة السياسات او غيرهم . فلا يجب ان يشعر الناس أبدا ان هناك افرادا او احزابا او جماعات فوق الجميع

• ان على اولئك الذين حصدوا اغلبية اصوات الناخبين فى الانتخابات البرلمانية ، الا يتباهوا ويختالوا طوال الوقت باغلبيتهم ، والا يجعلوا منها سيفا مسلطا على رؤوس الجميع ، بل عليهم ان يتعاملوا معها بحكمة وبروية حتى لا يستهلكون رصيدهم لدى محبيهم وجماهيرهم

• ان مثل هذه المواقف والسلوكيات تسبب ضررا بالغا وتثير مزيد من الفتن فيما بيننا ، فى وقت لم نتعافَ فيه بعد من الفتن السابقة ، كما انها ستثير كثير من الشكوك حول حقيقة الأطراف التى شاركت فى هذا الاختيار او هذا الترشيح ، هل هو الجيش أم الولايات المتحدة ام من ؟ فالاختيارات التى تتم فى الظلام بعيدا عن الراى العام ، تشعر الناس دائما ان وراءها نوايا شريرة وصفقات مريبة

• لقد رفضنا من قبل الفيتو الامريكى والدولى ضد التيار الاسلامى ، وبنفس المقياس سنرفض الفيتو العسكرى او الاخوانى او السلفى او الليبرالى ضد اى مرشح أو معه .

• لقد سقطت دولة عظمى مثل الاتحاد السوفيتى عندما تم استبدال سيادة الشعب فيها بسيادة الحزب الشيوعى ثم بسيادة اللجنة المركزية التى استقرت فى النهاية فى يد سكرتيرها العام ستالين وخلفاءه

***

إخوتنا وأصدقاءنا أصحاب الأغلبية الكرام أفرجوا عن شبابكم وأعطوهم الأمان ، اعطوهم حق الاختيار الحر بدون إكراه او تهديد ، علموهم كيف يختارون ولكن لا تختاروا لهم ، زكوا الاصلح ولكن لا تلزموهم به .

• ربوهم على ان مصر فوق الحزب والجماعة ، وان للانتماء الوطنى امتياز واولوية على الانتماء الحزبى ، وان يد الله مع جماعة الشعب وليس مع جماعة الحزب ، وان الحق فوق الحزب والتنظيم ، واننا سنحاسب امام الله افرادا وليس احزابا او جماعات ، وان العقيدة الكريمة التى تؤمن بانه لا اكراه فى الدين ، لا يمكن ان تقر بالاكراه فى الانتخاب .

وفقكم االله وسدد خطاكم .

*****

القاهرة فى 25 مارس 2012













السبت، 24 مارس 2012

أبناؤنا الأبطال ، شكرا


محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

نقلت لنا وكالات الانباء فى الايام الماضية بضعة اخبار سارة عن انزال علم اسرائيل و اخلاء مقر سفارتها ، ونقل محتوياتها الى اسرائيل على متن طائرتين عسكريتين اسرائليتين ، لتتطهر سماء مصر لاول مرة منذ عام 1979 من العلم الصهيونى

كانت سفارتهم الاولى فى شارع محى الدين ابو العز بالمهندسين ، ثم انتقلوا الى مكانهم الحالى المطل على كوبرى الجامعة والذى مكثوا فيه لعقود طويلة .

ولطالما ناضلت ، الحركة الوطنية قبل الثورة على امتداد اكثر من 30 عاما ، من اجل طرد السفير او اغلاق السفارة بعد كل عدوان صهيونى على فلسطين او لبنان ، ولكن دائما ما كانت جهودها تبوء بالفشل على ايدى جناحى امن النظام : امن الدولة والامن المركزى

ولما قامت الثورة بدا للوهلة الاولى ان هواها مصرى داخلى بحت ، فلم تبرز اى شعارات معادية لامريكا ولاسرائيل الا فيما ندر ، الى ان قامت اسرائيل بعدوانها الاول بعد الثورة على غزة فى 7 ابريل 2011 واسقطت 17 شهيدا ، لتفاجأ ببضعة آلاف من متظاهرى التحرير يغيرون وجهتهم الى مقر السفارة بالجيزة ، ليتوقف العدوان فورا ، ويعود الشباب الى مواقعهم فى التحرير لاستكمال مهام الثورة .

ولكن لم تلبث اسرائيل ان قامت بعدوان جديد على جنودنا من حرس الحدود المصريين فيسقط خمسة شهداء منهم فى 18 اغسطس 2011 ، لتغضب مصر كلها وتطالب المجلس العسكرى وحكومة شرف بسحب سفيرنا او طرد سفيرهم او اغلاق السفارة او اى قرار يعيد لمصر ولو جزء صغير من كرامتها ، فتمتنع الادارة المصرية عن اى رد فعل ، فيعود الشباب الى كوبرى الجامعة ليفرضوا هذه المرة حصارا حول السفارة لعدة ايام ولا يتفرقوا الا مع هلول عيد الفطر المبارك ، ليفاجأوا ان محافظ الجيزة بتكليف من المجلس العسكرى قد استغل اجازة العيد فى بناء جدار خرسانى عازل حول منطقة السفارة ، فيعودون بعد العيد مباشرة الى السفارة لهدم الجدار ، وفى ليلة ملحمية ينجحون باستخدام وسائل بدائية فى هدم هذا الجدار وتسلق العقار لاسقاط علم اسرائيل ورفع علم فلسطين . ثم تتوالى الاحداث بتدخل قوات الامن ومحاولات اقتحام مديرية الامن من تلك العناصر المشبوهة التى تظهر على الدوام فى مسارح الاحداث لافساد التظاهرات وحرفها عن مسارها . ويتم اعلان حالة الطوارىء فى اليوم التالى و يسقط 3 شهداء من المتظاهرين ويعتقل العشرات منهم ويقدمون للمحاكمة .

وقتها خرجت غالبية وسائل الاعلام بحملات هجوم حادة على المتظاهرين وعلى هدم الجدار واقتحام السفارة ، وخرجت المصري اليوم بمانشيت كبير بعنوان (( الثورة تغسل يدها من موقعة السفارة )) .

فرغم انها كانت من اشرف القضايا التى تظاهرنا من اجلها بعد الثورة ، الا ان الجميع ظلمها وظلموا شبابها وتجاهلوا معتقليها الذين لم يجدوا اى دعم قانونى او حقوقى مماثل لما يتلقاه اى معتقل فى تظاهرات اخرى اقل شأنا وقيمة .

واليوم مع توالى الاخبار على اخلاء السفارة ونقل محتوياتها الى اسرائيل وليس الى مقر آخر بديل ، وانزال العلم والحديث على رفض الكثيرون تأجير مقر جديد للصهاينة .. نقول مع كل ذلك فان ابنائنا من الشباب يستحقون منا اليوم كل انواع رد الاعتبار . خاصة من جيل الآباء الذى عجز طوال حياته عن الاقتراب من هذه المنطقة المحرمة ولو فى وقفة سلمية ، نقدمها لهم شكرا وعرفانا باسم كل المصريين وعلى الاخص اهالى الشهداء الخمسة بل وكل شهداء فلسطين .

صحيح ان العلاقات المصرية الاسرائيلية لا تزال مستمرة ولم يتغير فيها شيئا على المستوى الرسمى ، والطريق لا يزال طويلا ، ولكننا بلا شك قد انتصرنا فى جولة السفارة بفضل هذا الشباب الوطنى البطل ، فشكرا لكم .

*****

القاهرة فى 24 مارس 2012

الثلاثاء، 20 مارس 2012

شكرا أمريكا


شكرا أمريكا
محمد سيف الدولة
  Seif_eldawla@hotmail.com
تناول الفيلم الامريكى الشهير ((بابل)) قضية العنصرية الامريكية تجاه باقى خلق الله : فبسبب اصابة سائحة امريكية فى المغرب بطلق نارى طائش تم اسعافها منه ، تم اهدار دماء صاحب البندقية راعى الغنم المغربى واولاده وتم مطاردة رجل اعمال يابانى لانه كان المالك السابق للبندقية . و فى ثوان تحول هذا الحادث  الدارج الى الخبر الأول وقضية الساعة فى كل وسائل الاعلام العالمية . ومن ناحية اخرى قام حرس الحدود الامريكى بقتل سائق مكسيكى و ترحيل خالته المربية بسبب اصطحابها للطفلين الامريكيين اللذان ترعاهما الى حفل عرس ابنها فى المكسيك والعودة فى نفس اليوم . وتمت عملية القتل والترحيل فى سلاسة شديدة كأى اجراء روتينى عادى يحدث كل يوم بدون ان يسترعى انتباه او اهتمام اى شخص أو أى جهة .
***
ولكن احيانا يكون الواقع أكثر درامية من الخيال السينمائى : فلقد انقلبت الدنيا فى الاسابيع الماضية بسبب تقديم 19 متهما امريكيا للمحاكمة فى مصر ، ولم تهدأ الأمور الا بعد ان تم تهريبهم رغما عن انف الجميع . وفى سبيل ذلك استبيحت سيادتنا الوطنية وسلطتنا القضائية .
بينما فى افغانستان تم قتل 16 مواطن مدنى بدم بارد على ايدى جنود امريكان مرضى او سكارى . واكتفى أوباما بابداء الأسف والاعتذار .
وفى غزة سقط 26 شهيد فلسطينى فى بضعة ساعات على ايدى المجرمين الصهاينة فى مجزرة جديدة بدون اى تعقيب دولى او موقف عربى .
***
أمريكان وصهاينة وعرب وافغان ، لكل منهم سعر مختلف فى الاسواق الدولية ، او فى عالم بابل الامريكى . صحيح اننا قد نكون جميعنا متساويين امام القوانين المحلية والدولية ومواثيق حقوق الانسان ، الا أن الأمور على الأرض ليست كذلك .
فعلى الأرض هم وحدهم السادة ، ويريدونا جميعا ان نكون عبيدا بكل ما فى الكلمة من معان .
ولاننا لسنا كذلك ، لأننا لسنا عبيدا فى نفوسنا وفى ضمائرنا وفى عقائدنا الا لله سبحانه وتعالى ، فان هذا الظلم وهذه العنصرية المقيتة ، تولد لدينا طاقات هائلة من الغضب وعداء شديد لكل ما هو امريكى أوغربى مصحوبة برغبات متصاعدة فى التحرر و الثأر واسترداد الكرامة المهدورة .
ولذا فانه رغم شعورهم الدائم بالتفوق والنصر والمقدرة والسيطرة بعد كل جريمة او عدوان ، الا انهم يقدمون لنا من حيث لا يدرون خدمات جليلة ، فهم يعملون على تصحيح مسار الثورات العربية فيدفعونها دفعا من ثورات كانت تركز فقط على الاصلاحات الداخلية غير معنية بالمخاطر الخارجية ، الى ثورات معادية ومقاومة للوجود والمشروع الامريكى الصهيونى . فشكرا لكم .
*****
القاهرة فى 20 مارس 2012

الأحد، 18 مارس 2012

عدوان غزة موجه الى مصر


عدوان غزة موجه الى مصر
محمد سيف الدولة
  Seif_eldawla@hotmail.com
·       قامـت (إسرائيل) باغتيال المجاهد زهير القيسى الأمين العام للجان المقاومة الشعبية ومخطِط عملية أسر جلعاد شاليط فاستشهد هو ورفيقه المجاهد محمود الحنني الأسير المُحَرَّر في صفقة تبادل الأسرى ، فرد المجاهدون الفلسطينيون ((كما هو متوقع)) بإطلاق عدد من الصواريخ على إسرائيل التى شنت عدوان جديد على غزة اسقط 26 شهيدا غير المصابين .
·       وكانت أبرز التصريحات (الإسرائيلية) المعبرة عن الأهداف الحقيقية وراء العدوان ما قاله "موشي يعالون" نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الشئون الاستراتيجية بأن ((جولة التصعيد الحالية أثبتت فشل نظرية أن الوضع الجديد في مصر المنبثق عن الثورة يكبل يد إسرائيل في قطاع غزة))
·       ليرسل بذلك ، للجميع وعلى رأسهم مصر، رسالة واضحة لا تحتمل التأويل . رسالة تهديد وتحدى وجس نبض واختبار نوايا للثورة المصرية .
·       فهم يريدون بهذا العدوان توجيه ذات الاستجواب الذى وجهته لنا ، ألف مرة , الوفود الامريكية المتتالية منذ قيام الثورة ألا وهو: هل ستلتزمون بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ؟
·       ورغم ان إجابات الجميع ((للاسف الشديد)) جاءت بالإيجاب الذى كاد ان يقترن بالقسم ، باننا والله العظيم ثلاثة سنلتزم .. سنلتزم ، الا انه من الواضح انهم لم يطمئنوا الى الاجابات النظرية التى تلقوها من كافة الاطراف ، فقرروا أن يحصلوا على اجابة عملية على أرض الواقع . و جاءنا استجوابهم هذه المرة محمولا على  جثامين شهدائنا الكرام فى فلسطين .
·       وهو ليس نهجا اسرائيليا جديدا، بل كان هذا هو اسلوبهم على الدوام : فعلوها من قبل مع نظام السادات/مبارك ومع آخرين . فلقد وُضِعَت مصر بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، تحت اختبارات قاسية لمعرفة حقيقة نواياها وللتأكد من تخليها تماما عن اتفاقيات الدفاع العربى المشترك لصالح اسرائيل ، وتم اختبارها ثلاث مرات على الأقل :
1)   المرة الأولى تمت مع الاجتياحات الاسرائيلية للبنان عام  1978 فيما سمى بعملية الليطانى
2)   والثانية تمت فى ضرب المفاعل النووى العراقى فى يونيو 1981
3)   أما الاختبار الثالث فتم اثناء الاجتياح الاسرائيلى الاكبر والاخطر للبنان عام 1982فيما عرف بسلام الجليل  
·       ولما نجح النظام المصرى فى الاختبارات الثلاثة والتزم الصمت تماما، أعطته الولايات المتحدة شهادة حسن سير وسلوك وقبلت به عضوا عاملا ونشيطا فى الحظيرة الأمريكية .
·       و من يومها لم يخرج منها أبدا ، فأثبت ولاءه الكامل للأمريكان ولاسرائيل فى مناسبات متعددة : مثل حرب تحرير الكويت 1990/1991 ومقاومة (الإرهاب) واحتلال أفغانستان 2001 والعراق 2003 وحرب لبنان 2006 وحرب غزة 2008/2009 ثم حصارها ، واخيرا تقسيم السودان وغيره الكثير .
***
·       والآن وانتخابات الرئاسة وتسليم السلطة باتت على الأبواب ، فانه من الواضح ان الأمريكان والصهاينة لم يتخذوا بعد قرارهم النهائي بشأن ما يحدث في مصر ، هل يباركوه أم يحاولوا اجهاضه ؟ فقاموا بالعدوان الأخير على غزة لإحراج القوى الجديدة فى مصر واختبار حقيقة نوايها تجاه اسرائيل .
·       وحتى لا يكون هناك أي مجال للشك في أهداف هذا العدوان ، أعلن ((يعالون)) ما أعلنه ، في انتظار رد الفعل المصري .
·       والسؤال الآن هو هل ستنتصر قوى الثورة لفلسطين ؟ أم ستنتصر بقايا نظام مبارك لأمن اسرائيل ؟
و هل سنقف ذات الموقف الوطنى الذى وقفناه فى عدوان 2008 حين كنا فى المعارضة ؟ أم ان السلطة غيرتنا ؟
سنرى
*****





الثلاثاء، 13 مارس 2012

الشكر لإسرائيل والتهديد للمصريين

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

تحت عنوان شديد الاستفزاز نشرت وكالات الأنباء الخبر التالي : ((أوباما يشكر إسرائيل لدورها في تحرير المتهمين بقضية التمويل الأجنبي فى مصر)) وجاء فيه ان صحيفة معاريف الإسرائيلية ذكرت إنه بعد فشل الجهود الأمريكية فى تحرير الأمريكيين، وقبل أن تتحول القضية إلى أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين، توجه البيت الأبيض لمكتب نتنياهو وطلب مساعدة إسرائيل في إطلاق سراح الأمريكيين، لاعتقاده انها أقدر على ذلك بسبب علاقتها الأمنية القوية مع مصر . وان نيتنياهو كلف مبعوثه الخاص، إسحاق مولخو للسفر إلى القاهرة وممارسة التأثير الإسرائيلي على مصر في هذه القضية . ولقد نجح فى مهمته ، وتم السماح للأمريكيين بالسفر. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التي يكلف فيها مولخو بالسفر إلى مصر للقيام بمهام مماثلة.

***

انتهى الخبر الذى لم يتم نفيه من قِبَّل اى مسئول مصري من الجهات العسكرية أو الأمنية أو الحكومية ، ليصبح السؤال المطروح هو ما هى يا ترى الوسائل التي استخدمها المندوب الاسرائيلى لإقناع الإدارة المصرية بالرضوخ للطلبات الأمريكية ؟

تلقينا إجابتين على هذا السؤال :

الأولى قدمها الكونجرس وملخصها ان إقناع الإدارة المصرية تم عبر الضغط و التهديد والوعيد وهو ما جاء فى التصريحات الوقحة لمجلس العلاقات الخارجية الامريكى بالكونجرس بأن (( المسئولين المصريين أدركوا أن التعقل هو الجزء الأفضل فى الشجاعة)) ثم ما قاله جيمس ليندسى نائب رئيس المجلس من (( أن الأمريكيين لم يعودوا إلى بلادهم نتيجة للأعمال العادية للنظام القانوني المصري، بل لأن إدارة باراك أوباما مارست ضغوطا "مبررة" على القاهرة مع تهديد ضمنى بمنع مساعدات صندوق النقد الدولي عن مصر))

أما الإجابة الأكثر تفصيلا فلقد قدمها اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا فى مداخلة تليفونية لبرنامج أهل البلد بقناة مصر 25حين قال (( أن التهديدات الأمريكية لمصر بعد القبض على المتهمين الأمريكيين تعدت التهديد بقطع المعونة ووصلت إلى حد التهديد بعمل عسكري ضد مصر ليس عن طريق أمريكا ولكن عن طريق إسرائيل))

وربما كانت هذه هي مهمة مبعوث نيتنياهو للإدارة العسكرية فى مصر،وهذا الاستنتاج الأخير من عندي.

***

ولكن سواء كان تفسير اللواء علاء عز الدين صحيح أو كان مجرد محاولة غير مقنعة لتبرير ما حدث ، فإننا فى جميع الأحوال نكون أمام وقائع تهديد وترهيب للشعب المصري من كافة الأطراف : تهديدات أمريكية ثابتة ومعلنة ، و تهديدات إسرائيلية مسربة ومحتملة ، و ترهيب من قبل المجلس العسكري للمصريين على طريقة نظام مبارك بأنه لا مناص من الخضوع للأمريكان و إلا كانت العواقب وخيمة .

وكأنهم جميعا لم يدركوا بعد أن عصر إدارة الشعب المصري بأسواط التهديد والوعيد وفزاعات امريكا واسرائيل قد مات واندفن ، والأيام بيننا .

*****

القاهرة فى 11 مارس 2012







الأحد، 11 مارس 2012

فرصة تاريخية للتصحيح والوحدة

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

رغم قسوة الضربة التى وجهت الى كرامتنا الوطنية ، ورغم عمق التبعية الذى انكشفت للجميع ، ورغم درجة الخضوع التى ظهر بها المجلس العسكرى ، الا انه رُبَّ ضارة نافعة .

فردود الفعل الشعبية والسياسية كشفت عن موقف وطنى واحد للجميع على اختلاف تياراتهم وانتماءاتهم. وهو ما يطرح إمكانية الانطلاق من هذا الموقف فى اتجاه لم الشمل و إعادة التوحد حول مشروع وطنى شعبى فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية فى الخارج ورجالهم ونظامهم الحاكم فى الداخل .

***

لقد انتصرنا فى 11 فبراير 2011 بسبب وحدتنا ووضوح رؤيتنا . ولكننا انقسمنا بعد ذلك حتى كاد النظام ان يعصف بثورتنا : انقسمنا على قضايا فرعية بعيدا عن القضية الرئيسية التى تستحق كل جهودنا وثورتنا ودماء شهدائنا وهى تحرير مصر من النظام الامريكى الحاكم بعناصره الخمسة :

1) سيطرة أمريكية كاملة على الاقتصاد المصرى

2) احتكار وسيطرة امريكية على التسليح المصرى

3) تبعية مصرية كاملة فى سياساتنا العربية والاقليمية والدولية .

4) قوات امريكية فى سيناء لحماية اسرائيل مع تجريدها من القوات المصرية

5) طبقة حليفة للعدو الامريكى من رجال النظام و الدولة ورجال الأعمال تستأثر بكل الثروات والسلطات وتعمل الآن على اجهاض الثورة وتفريغها من مضامينها الوطنية والاجتماعية .

***

ان هذه الدعوة للمراجعة و التصحيح والوحدة موجهة الى كل واحد فينا :

• الى الذين اكتفوا بالتركيز منذ اللحظة الاولى على الاصلاح السياسى والدستورى فقط ، ولم يروا فى نظام مبارك سوى الفساد والاستبداد ولم يروا تبعيته الكاملة للولايات المتحدة .

• والذين قرروا اتقاء شر الأمريكان وغضبهم وخافوا من الفيتو الامريكى على نتائج الانتخابات وأرسلوا تطمينات للأمريكان بالتزامهم بكافة السياسات الرئيسية لنظام مبارك تجاه اسرائيل وامريكا

• و الذين اكتفوا فقط بالتركيز على العدالة الاجتماعية دون ربطها بهدف الاستقلال الوطنى

• والذين اكتفوا فى نقدهم للمجلس العسكري بالانتهاكات الحقوقية دون التعرض الى عمق التبعية العسكرية للامريكان فى المعونة والتسليح والتدريب .

• والذين عزفوا عن التصدى للامريكان فى الأزمة الأخيرة بحجة انها تمثيلية ، ولم يعد لهم عذر الان بعد ان ظهر ان الأمريكان والمجلس العسكري يقفون فى سلة واحدة .

• والذين تورطوا وشاركوا بوعى او بدون وعى فى الصراع حول معارك وهمية مثل ليبرالى/اسلامى ، اخوانى/ سلفى ، برلمان/ميدان ...الخ

• وأخيرا إلى كل المواطنين البسطاء الذين رفضوا التدخل و الضغوط الأمريكية منذ اللحظة الأولى ، فخذلهم المجلس العسكري وحكومته .

كل هؤلاء خرجوا في لحظة توحد نادرة يعلنون غضبهم على الأمريكان وعلى المجلس العسكري وعلى اختراق القضاء وعلى كل الذين شاركوا في هدر الكرامة المصرية في الطريق العام .

وهو ما يثبت بانه فى وقت الجد ينتصر دائما وجهنا الوطنى ايا كانت تنوعاتنا السياسية والفكرية .

على كل هؤلاء أن يعملوا معا من أجل تحويل هذه اللحظة النادرة المؤقتة إلى حالة مستمرة نتوحد فيها جميعا على مشروع تحرري ديمقراطي يضع هدف استقلال مصر على راس أولوياته .

*****

القاهرة فى 9 مارس 2012


الثلاثاء، 6 مارس 2012

على طريقة الشيخ حسنى ، امريكا تفضح الجميع

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

أتوقف كثيرا أمام مشهد شهير فى فيلم الكيت كات بطولة محمود عبد العزيز الذي قام فيه بدور الشيخ حسنى ((الضرير)) الذى لا يعترف أبدا بعاهته ، فيتصرف فى حياته كأى شخص طبيعي مبصر، وهو ما سبب له ولكل المحيطين به مشاكل كثيرة .

والمشهد الذي اعنيه هو المشهد الأخير في الفيلم الذي كان الشيخ حسنى يمارس فيه هوايته المفضلة في النميمة فى جلسة حظ خاصة مع أصدقائه بعد انتهاء مراسم عزاء . فأخذ يحكى لهم الكثير عن أسرار اهالى المنطقة و فضائحهم بما فيها فضائحه هو شخصيا ، دون أن يهتم أو ينتبه ((بسبب عماه)) الى أن كلامه مذاع على الهواء لكل أهل المنطقة عبر ميكروفون العزاء الذي نسى الصبي المسئول إغلاقه بعد انتهاء المراسم .

***

أتذكَّر هذا المشهد دائما كلما خرج علينا احد الأمريكان فى الإدارة او الكونجرس الامريكى بتصريح يكشف سرا من أسرار علاقاتهم و اتصالاتهم بأحد الأطراف السياسية فى مصر .

ويأتي على رأسها بالطبع وثائق ويكيليكس التى لا أستبعد أبدا ان يكون قد تم تسريبها عمدا .

هذا بالإضافة الى تقارير الإدارة الأمريكية العلانية عن الخدمات الإستراتيجية التى تقدمها مصر لأمريكا .

ومنها ما قالته فيكتوريا نولاند فى تصريح رسمى للخارجية الامريكية من اندهاشها من موقف المجلس العسكرى من التمويل الاجنبى رغم انهم يرسلون ضباطهم الى امريكا للتدريب فى إطار ((برنامج التعليم والتدريب العسكرى الدولى))

وما صرحت به ايضا يوم 12 يناير الماضى فى مؤتمر صحفى من ان الاخوان تعهدوا بالحفاظ على كامب ديفيد ، وانه هناك اتصالات ومباحثات سرية بينهم حين قالت (( أن محادثات واشنطن مع جميع الأطراف في العالم يجب أن تكون سرية بما فيها الإخوان ، وأن الجماعة بإمكانها إعلان ما تم بينها وبين «بيرنز» إذا أرادت ))

ثم ما قام به جون ماكين فى 2 مارس الجارى من توجيه الشكر الى جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي الحرية والعدالة على دورهم فى حل أزمة المتهمين الامريكيين مستشهدا بالنسخة الانجليزية من بيانهم يوم 20 فبراير ، رغم نفى الجماعة .

***

ان هذا هو اسلوب الأمريكان دائما ، فهم لا يخفون أبدا حقيقة علاقاتهم بالآخرين ، بل يعلنون عنها لتوريط كل من اتفق معهم فى الخفاء ، من أجل تثبيت الاتفاق وإشهاره . فالقضية عندهم ليست قضية مجاملات وبروتكولات وانما هي قضية مصالح ونفوذ لا تقبل الهزل واللوع والمناورة .

وكم من الزعماء والقادة والملوك والرؤساء الذن سقطوا فى المصائد الامريكية بعد ان تصوروا انهم اشطر من الأمريكان ويمكن ان ((يبلفوهم)) بكلمتين ثم يتراجعوا ويرضخوا فيما بعد . حدث ذلك مع السادات ومبارك وياسر عرفات وآخرين .

وهذا ما فعلوه مع المجلس العسكري عينى عينك فى أزمة المعهد الجمهوري الأخيرة ، حين ضغطوا وهددوا الجميع ((على الملأ)) ، ولم يعبئوا بمشاعر المصريين وكرامتهم ولا بردود أفعالهم المحتملة . فوجهوا رسالة واضحة مفادها إننا سنأمركم ونضغط عليكم وسترضخون فى النهاية .

ان درس الشيخ حسنى على الطريقة الأمريكية مهم لكل من يتصور انه يمكنه الاتفاق مع الأمريكان فى الخفاء ، وينجو بفعلته .

*****

القاهرة فى 6 مارس 2012




الأحد، 4 مارس 2012

لا جديد ، فلا تزال امريكا تحكم مصر

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

امرت الولايات المتحدة المجلس العسكرى بالسماح بسفر المتهمين الامريكان ، فقام بدوره بتكليف المستشار عبد المعز ابراهيم بالغاء قرار منعهم من السفر ، الذى كلف بدوره دائرة قضائية جديدة بهذا الامر ، فاصدرت القرار المطلوب بعد ان تنحت دائرة المستشار محمد شكرى عن نظر القضية . وفى بضع ساعات تم تهريب المتهمين من مصر على متن طائرة عسكرية امريكية وسط ذهول وصدمة جموع المصريين الذين شاهدوا كرامتهم تمتهن امام اعينهم فى وضح النهار .

***

ولم تكن هذه هى السابقة الاولى بعد الثورة فلقد عشنا مواقف مشابهة من قبل مثل الصمت امام جريمة قتل جنودنا على الحدود ، ومثل الموقف من قرض صندوق النقد ، ومثل سيل التطمينات المهينة التى قدمها الجميع لوفود التفتيش الامريكية عن التزامنا بذات المعاهدات والسياسات التى انتهجها نظام مبارك.

***

ولكن الازمة الاخيرة كشفت للراى العام المصرى ، كثيرا من المستور عن حقيقة العلاقات المصرية الامريكية التى حاول الجميع تجاهلها او تجنب الخوض فيها منذ بداية الثورة : كشفت ان امريكا لا تزال فوق الجميع ، فوق مصر والمصريين وفوق الثورة والثوار وفوق الدستور والقانون ، وفوق السلطة التنفيذية ، ان لم تكن هى السلطة التنفيذية الفعلية فى البلاد . و فوق السلطة التشريعية التى التزمت الصمت تماما فى الازمة الاخيرة . وفوق السلطة القضائية الضحية الاولى فى هذه الازمة .

ولو اردنا التعبير عن حقيقة هذه العلاقات فى صيغ دستورية لكتبنا ان مصر جزء من الشرق الاوسط الجديد وليست جزء من الامة العربية . وان امن مصر القومى جزء لا يتجزا من الامن القومى الامريكى . وان الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع فيما لا يخالف المصالح الامريكية . وان السيادة للشعب المصرى بما لا يتعارض مع السيادة العليا للولايات المتحدة الامريكية . وان نظام مصر الاقتصادى هو النظام الذى ترتضيه وتختاره لنا الولايات المتحدة وفقا لتوصيات صندوق النقد الدولى. وان على الشعب دعم الصناعة الوطنية بما لا يضر بالصناعة الامريكية على شاكلة فلتشترى المنتج المصرى ان لم تجد المنتج الامريكى . وهكذا..

وهذا ليس كلاما مجازيا او نوع من المبالغة او التضخيم للامور او التطرف فى تناولها ، ولكنه للاسف حقيقة الامور على ارض الواقع .

***

وما زاد الازمة اشتعالا هو فضح العلاقة غير الشرعية بين المجلس العسكرى والقضاء . فلقد اكتشفنا انه لايزال قادرا على اللعب و التدخل والتوجيه والسيطرة داخل اروقته . وهو ما اثار الشك فورا فى حجم التدخلات التى تمت منذ بداية الثورة ، سواء فى محاكمة مبارك ورجاله أو فى محاكمة قتلة الثوار. او فى تقرير من الذى يحاكَم ، ومتى ، وعلى اى تهم ، وطبيعة العقوبة او البراءة التى يقررها لكل متهم .

ولكن الاخطر من كل ذلك هو العصف بثقة المصريين فى نزاهة الانتخابات البرلمانية الاخيرة التى تمت تحت اشراف لجنة رأسها المستشار عبد المعز ابراهيم صاحب قرار تهريب الامريكان ، وهو ما سيلقى ايضا بظلالا كبيرة من الشك على نزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة.

***

ان الطائرة العسكرية الامريكية التى غادرت مصر مساء الخميس الحزين لم تذهب فقط بالمتهمين الامريكان ، بل ذهبت بمزيد من كرامتنا الوطنية وسيادتنا الشعبية . وذهبت بثقتنا فى قضاء مصر بعد الثورة . وذهبت بثقتنا فى شرعية برلمان الثورة وبثقتنا فى شرعية رئيسنا القادم . وقطعت شعرة معاوية الاخيرة مع المجلس العسكرى . واخيرا ذهبت باوهام كل من كان يتصور بان مصر بلدا مستقلا يمكن النهوض بها بدون الاصطدام مع الولايات المتحدة الامريكية .

*****

القاهرة فى 2 مارس 2012