بحث فى المدونة

الأحد، 31 أكتوبر 2010

للعبرة ، حكاية البرلمان مع كامب ديفيد

" للعبرة "

حكاية البرلمان مع كامب ديفيد




محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com





حكاية مجلس الشعب مع المعاهدة المصرية الإسرائيلية ، هى نموذج كاشف لما يفعلونه بنا منذ ثلاثة عقود و يزيد . نوردها هنا كعبرة لكل من يعتبر . فالبرلمان مؤسسة بالغة الخطورة ، لا يجوز على أي وجه أن نتركها فى يد العابثين .


* * *

قلبت كامب ديفيد حياتنا رأسا على عقب


خطفونا من أمتنا وباعونا للأمريكان


وجعلوا من عدونا الصهيوني ، قطر شقيق


وقبل أن نستوعب الموقف ، كانت الطبخة قد استوت ، والمؤامرة قد اكتملت ، والإجراءات قد استوفيت .


وعلى رأس هذه الإجراءات ، أتت موافقة مجلس الشعب على المعاهدة المشئومة .


و فى معظم برلمانات العالم تأخذ مثل هذه القضايا المصيرية جهودا شاقا ومناقشات حامية و حقيقية ، وتصويتا صادقا قد ينتهى بالقبول او الرفض .


أما فى مصر وبسبب التزوير فكل شىء مضمون وسهل ، فيمكن ان تباع مصر كلها فى غمضة عين بمباركة مجلس الشعب وموافقته .


والى حضاراتكم القصة الكاملة كما حدثت منذ 31 عاما :


* * *

الحكاية :


• 26/3/1979 تم توقيع اتفاقية الصلح بين مصر وإسرائيل في واشنطن


• 4/4/1979 وافق مجلس الوزراء بالإجماع في جلسة واحدة على الاتفاق .


• 5/4/1979 أحيلت الاتفاقية الى لجان العلاقات الخارجية والشئون العربية والأمن القومي والتعبئة القومية بمجلس الشعب لإعداد تقريرعنها


• فى 7/4/1979 اجتمعت اللجنة ودرست و اطلعت على 31 وثيقة تتضمن مئات الأوراق والمستندات والخرائط ، وفيها ما ينص على نزع سلاح ثلثى سيناء .


• 8/4/1979 أصدرت اللجنة تقريرها بالموافقة على الاتفاق .


• 9/4/1979 إنعقد مجلس الشعب برئاسة سيد مرعى لمناقشة الاتفاقية وتقرير اللجنة و قرر إعطاء 10 دقائق فقط لكل متحدث من الأعضاء .


• 10/4/1979 أغلق باب المناقشة بعد إعطاء الكلمة لـ 30عضو فقط


• 10/4/1979 وفى نفس الجلسة اخذ التصويت على الاتفاقية وكانت نتيجته :


 329 عضو موافق


 15 عضو معترض


 واحد امتنع


 13 تغيبوا


• 11/4/1979 أصدر الرئيس السادات قرارا بحل مجلس الشعب ، وبإجراء استفتاء على الاتفاقية وعلى حل المجلس وعلى عشرة موضوعات مختلفة خبطة واحدة .


• 19/4/1979 تم استفتاء الشعب على المعاهدة بدون أن تنشر وثائقها ، وبدون أن يتعرف على خباياها .


• 20/4/1979 أعلنت وزارة الداخلية ان نتيجة الاستفتاء كانت كما يلى :


 وافق الشعب على المعاهدة التى لم يقرأها ولم يتعرف على بنودها .


 ووافق فى نفس الوقت على حل مجلس الشعب الذي كان قد وافق هو الآخر على ذات المعاهدة .


 وجاءت نسبة الموافقة 99,5 %


• و منذ تلك اللحظة ، أصبحت مصر ملتزمة رسميا بالمعاهدة .


* * *

مر على هذه الأحداث ، أكثر من ثلاثين عاما


ناضلت خلالها ، ولا تزال ، كل قوى مصر الوطنية ضد هذه المعاهدة وضد قيودها وآثارها ، وطالبت بإلغاءها او بتجميدها او بتعديلها .


وبذلت فى سبيل ذلك جهودا هائلة ، ودفعت أثمانا فادحة .


ولكن بلا طائل ، فالمعاهدة باقية و مُفَعَّلة على قدم وساق .


وبالطبع لم يعد أحد يتذكر الآن تزوير انتخابات 1976 ولا استفتاء 1979 وبطلان كل منهما .


ولم يعد أحد يطرح بطلان المعاهدة لفساد الإجراءات وتزويرها .


فالأمر الواقع الحالي إنها معاهدة صحيحة ومشروعة ، ومصدق عليها من مجلس الشعب .


* * *

وتكررت هذه المأساة ألف مرة ومرة


* * *

ان التزوير جريمة أمن قومي


* * * * *





القاهرة فى 28 أكتوبر 2010

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

بروتوكول يوم الانتخاب

بروتوكول يوم الانتخاب



محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

أظن أن أعضاء المطبخ السياسى للدولة قد انتهوا الآن من إعداد البروتكول المفصل و المحنك للانتخابات البرلمانية القادمة . مصممين على تحقيق هدفين واضحين :


الهدف الأول هو تحقيق الأغلبية المطلوبة للحكومة مع ترك عدد متفق عليه لشخصيات مختارة ومحسوبة على المعارضة .


الهدف الثانى هو الحرص بقدر الإمكان على إخفاء عمليات التزوير الكبرى المزمع تنفيذها عن الرأى العام العالمى .


أما الرأى العام المحلى والمسمى بالمصريين فلا يشغلهم كثيرا لأنه سيكون شاهدا بنفسه على التزوير ولن يمكن تضليله ، وبالتالى لا داعى لبذل أى جهود ضائعة معه .


اذن المطلوب هو ارتكاب جريمة التزوير بلا شهود و لا أدلة أمام الخارج .


* * *

أما خطة العمل فالأغلب انها ستتضمن ما يلى :


أولا- الجانب التنفيذى :


• تتم أعمال التزوير بالآليات المعتادة وأهمها :


• إظهار العين الحمراء منذ اللحظات الأولى ليوم الانتخاب ، وذلك بتوجيه رسائل عملية و سريعة و بالغة العنف بأنه لن تكون هناك انتخابات أو تصويت فعلى ، وان النتائج محسومة بالقوة منذ البداية .


• وذلك بغرض الوأد السريع المبكر لأى آمال لدى المرشحين وأنصارهم فى نزاهة العملية الانتخابية ، وإيصالهم الى الشعور باليأس واللاجدوى ، مما قد يدفع الكثيرين منهم الى الانسحاب المبكر .


• وهو أمر ان تحقق فانه سيوفر جهودا ومواجهات ، هم فى غنى عنها وعن ضجيجها الاعلامى الخارجي .


• منع مندوبى المعارضة من التواجد داخل اللجان بأى طريقة : سواء بعدم اعتماد توكيلاتهم ، أو منعهم بالقوة .


• ثم يقوم موظفو الدولة بتسويد البطاقات ، تحت حماية أجهزة الأمن ، مستغلين غياب اى إشراف قضائى وفقا للتعديل الدستورى الذى تم على المادة 88


• توزيع ملايين البطاقات الحمراء التى فى حوزة أجهزة الدولة ، بدون علم أصحابها ، على المخبرين و الموظفين الحكوميين للتصويت بها باللجان المختلفة مستغلين عدم اشتراط التصويت ببطاقة الرقم القومى .


• تقوم قوات الأمن المركزي بمنع الناخبين من الوصول الى اللجان و الإدلاء بأصواتهم ، بالذات فى الدوائر المقلقة .


• استخدام البلطجية فى إرهاب وضرب الناخبين من أنصار مرشحي المعارضة .


• يقوم جهاز أمن الدولة بتأمين الساحة قبل الانتخابات بوقت كاف وذلك باعتقال أنصار المرشحين الأقوياء المطلوب إسقاطهم ، و كذلك اعتقال كل من يمكن ان يكون مصدرا للإزعاج فى يوم الانتخاب .


• ..................


* * *

ثانيا - الجانب الاعلامى :


• تتولى أجهزة الدولة الإعلامية تنفيذ التغطية المعتادة للانتخابات مع إبراز إقبال المواطنين على التصويت ، والتركيز على رئيس الجمهورية وعائلته ، وكبار رجال الدولة ، ورؤساء الأحزاب الصديقة و الشخصيات العامة والفنانين ، لتوصيل رسالة بأن كل الأمور طبيعية ، وذلك لصرف الانتباه عن الجريمة التى ترتكب فى هذه الأثناء .


• ويتم تسجيل وإذاعة عدد من الحوارات والاستطلاعات المنتقاة مع عدد من المواطنين الذين يؤكدون جميعا على نزاهة الانتخابات .


• مع التسجيل والتصوير مع السيد المستشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات للإيحاء بان العملية تتم تحت الإشراف القضائى .


• مع الاهتمام منذ الصباح الباكر بالتمهيد للنتائج النهائية التى سوف تعلن لاحقا من خلال التركيز على عرض وإذاعة التقارير الإخبارية التى تؤكد على عزوف المواطنين عن إعطاء أصواتهم لأى من المرشحين المناوئين .


• وسيتم تزويد أجهزة الإعلام فى الوقت المناسب بأسماء الدوائر التى سيسمح بتغطيتها إعلاميا والتى سينجح فيها عدد من الشخصيات الحزبية المعارضة الصديقة .


* * *

• من ناحية أخرى يتم فرض الحظر الكامل على أى تصوير أو تغطية اعلامية للانتخابات من أية قنوات فضائية مستقلة مصرية او عربية او أجنبية . مع استخدام أقسى أنواع البطش والقسوة لتحقيق ذلك . ويتم التنبيه جيدا على منع التسجيل بكاميرات المحمول ، وتصادر أى أجهزة فورا ان ضبطت .


• ولقد صدر بالفعل قرار بحظر البث الحى المباشر لاى من القنوات الفضائية الا بعد اخذ موافقات كتابية من اتحاد الإذاعة والتليفزيون .


• إصدار تعليمات أمنية واضحة الى كافة القنوات بالخطوط الحمراء فى المرحلة القادمة والتهديد بالإغلاق فى حالة عدم الالتزام


• ولقد صدر بالفعل عدد من القرارات بإغلاق عدد من القنوات وإلغاء عدد من البرامج وإيقاف عدد من المذيعين .


• تطبيق نفس الشىء مع الصحف المستقلة والمعارضة


• وستكون هناك خطة تغطية حقوقية شكلية من خلال السماح لعدد من منظمات المجتمع المدني الموالية ، بإعداد بضعة تقارير مناسبة ، تؤكد على نزاهة العملية الانتخابية ، مع تضمينها بضعة إشارات عابرة عن بعض المخالفات المحدودة هنا أو هناك .


• ..................


* * *

ثالثا ـ الأدوات والأجهزة المنفذة والمعاونة:


يتم إصدار أوامر وتعليمات لكل الوزارات والأجهزة المعنية بالتفرغ التام والكامل لتنفيذ التعليمات المكلفة بها . مع التحذير من حدوث أى مفاجآت مخالفة للنتائج المقررة ، و توقيع أقصى عقاب على المتسببين فيها .






* * * * *

القاهرة فى 21 أكتوبر 2010

الأحد، 17 أكتوبر 2010

مصر و(اسرائيل) وحكاية الحرب والسلام



محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

• قال موشى ديان أن أهداف العدوان على مصر هى :


1) تحطيم القوات التى تحاول إخضاعنا


2) تحرير ذلك الجزء من أرض الوطن الذى يحتله الغزاة


3) تأمين حرية الملاحة فى مضايق تيران وقناة السويس ".


• كما قال أثناء العدوان " أن قواتنا الجنوبية تحارب الآن عبر الحدود للقضاء على جيش النيل وحشره فى أرضه ."



• وقال مناحم بيجين بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر عام 1979 :" سنضطر إلى الإنسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف . سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أو الأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا ".


* * *



هذه السطور أكتبها للجيل الجديد ، محاولا فيها أن ألخص حكاية صراعنا مع العدو الصهيوني ، لعلهم يحفظوها ظهرا عن قلب وينقلوها لأبنائهم .



المقدمات :


زرع الاستعمار ، الكيان الصهيوني في فلسطين منذ بدايات القرن العشرين وأعطاه دولة باطلة عام 1947 ، ودعمه فى الحرب ضدنا عام 1948 ، وهى الحرب التى أسفرت عن اغتصاب 78 % من ارض فلسطين .


ثم قدم له كل أنواع الدعم المالي والعسكري على امتداد اكثر من 60 عاما لتمكينه من الانتصار علينا واغتصاب مزيد من أراضينا.


ولقد وقفت مصر منذ البداية مع كافة إخوتها من الأقطار العربية صفا واحدا ، ضد المشروع الصهيوني وكيانه ، فما كان منه الا ان قام بالعدوان علينا عدة مرات في 1955 و 1956 و1967.


ولقد نجح العدو للأسف الشديد بسبب أخطائنا الكبرى ، في الاستيلاء عام 1967 على سيناء والجولان وغزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية . وهى الهزائم التى لا زلنا نسدد أثمانها الفادحة حتى يومنا هذا .


ولكن شعبنا الكريم في مصر و باقي الوطن العربي رفض قبول الهزيمة ورفض شروط الأمريكان لاستعادة سيناء وبعض الاراضى المحتلة .


و كانت شروطهم ان نعترف بإسرائيل وننسى فلسطين ونتعايش مع الكيان الصهيوني ، ونقبل وجوده بيننا الى أبد الآبدين .


وفى الخرطوم اجتمع القادة العرب فى أول سبتمبر 1967 واتفقوا جميعا على مواصلة القتال ، وعلى عدم الاعتراف بإسرائيل وعدم الصلح او التفاوض معها .


وتفرغت مصر شعبا وجيشا للإعداد للمعركة ، ونجحت بفضل الله فى تفجير حرب التحرير فى السادس من أكتوبر 1973. وهى الحرب التي أثبتت للصهاينة والأمريكان إننا أمة باقية لا يمكن إفناءها .


ولكن ما حدث بعد الحرب جاء مخالفا على طول الخط لما اتجهت اليه إرادة الشعب وإرادة الأمة على امتداد قرن من الزمان واليكم التفاصيل :



خلاصة حرب اكتوبر وما بعدها :


• 6و7و8 أكتوبر عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس فى عمل بطولي خارق أذهل العدو والعالم أجمع ونجحت بالفعل فى تحرير شريط بعمق متوسط من 10 ـ 12 كم شرق القناة محققة هذا النجاح بواسطة 80 ألف مقاتل .


• 11 أكتوبر أصدر الرئيس السادات قرارا بتطوير الهجوم داخل سيناء معللا ذلك برغبته فى تخفيف الضغط على سوريا .


• 14 أكتوبر تم تنفيذ القرار وذلك بدفع الفرقتين المدرعتين 4 و 21 الاحتياطيتين من غرب القناة إلى شرقها .


• 16 أكتوبر استغل العدو الوضع الجديد الذي كشفته له طائرات التجسس الأمريكية ، ونجح في عمل ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث وعبر بقواه الى الضفة الغربية للقناة وحاصر الجيش الثالث ومدينة السويس .


• رفض الرئيس السادات القضاء على الثغرة خوفا من تهديدات كيسنجر طبقا للتصريحات التى أدلى بها فيما بعد .


• 20 اكتوبر طلب الرئيس السادات وقف إطلاق النار .


• 22أكتوبر صدر قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار .


• من 22/10 الى 28/10 لم يلتزم العدو بالقرار .


• 28/10 / 1973 تم الإيقاف الفعلي لإطلاق النار


• بدأت الضغوط الأمريكية على القيادة السياسية المصرية للقبول بشروط انسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية للقناة .


• 18/1/1974 خضعت مصر للضغوط وقبلت الشروط الأمريكية الإسرائيلية و ووقعت مع إسرائيل الاتفاق الأول لفض الاشتباك والذي بموجبه وافق السادات على ما يلى :


• سحب 70 ألف جندى مصرى من سيناء فى شرق القناة وإعادتهم مرة أخرى الى مواقعهم قبل العبور .


• مع الإبقاء على 7000 جندى مصري فقط فى سيناء .


• سحب اكثر من 1000 دبابة مصرية من شرق القناة وإبقاء 30 دبابة فقط


• منع وجود اى صواريخ بعمق 30 كم غرب الخط المصرى


• وقد سجل الجمسى اعتراضه ، ولكن تم توقيع الاتفاق بأوامر من القيادة السياسية .


• 1/9/1975 وقع السادات اتفاق فض الاشتباك الثانى مع العدو الصهيونى والذى كان اهم ما جاء فيه :


• إنهاء حالة الحرب مع اسرائيل وذلك باتفاق الطرفين على ان النزاع بينهما لا يتم حله بالقوة المسلحة .


• قبول مصر بدخول مراقبين أمريكيين مدنيين الى سيناء لاول مرة لمراقبة تنفيذ الاتفاق وهو ما اصبح قاعدة لما حدث فيما بعد فى اتفاقية السلام حيث أسندت مهمة الإشراف على القوات المتعددة الجنسية الموجودة الآن فى سيناء الى الولايات المتحدة الأمريكية ( خرج الصهاينة ودخل الأمريكان )


• 1977 ـ 1979 مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل تحت الرعاية الامريكية.


• 26 مارس 1979 توقيع معاهدة سلام مع العدو الصهيوني بمقتضاها تنسحب قواته من شبه جزيرة سيناء بشرط :


• تجريد ثلثى سيناء المجاور لفلسطين (إسرائيل) من اى قوات مسلحة مصرية


• وبشرط تقييد وجود وسلاح القوات المصرية فى الثلث الباقى من سيناء المجاور لقناة السويس بما يوازى ربع القوات التى عبرنا بها بدمائنا فى حرب اكتوبر والتى قبل السادات بإعادتها فى 18/1/1974 كما تقدم .


• وبشرط ان تقوم قوات أجنبية غير خاضعة للامم المتحدة تحت قيادة أمريكية بمراقبة القوات المصرية فى سيناء من خلال معسكرات ونقاط مراقبة محددة على ارض سيناء 


• وبشرط أن تنسحب مصر من المعركة العربية الدائرة ضد العدو الصهيونى ، وتقف على الحياد فى اى صراع قادم


• وبشرط ان تعترف مصر بدولة اسرائيل وتتنازل لها عن 78 % من فلسطين .


• وبشرط ان تقيم علاقات طبيعية مع (اسرائيل)على كافة الأصعدة


• وبشرط أن تتعهد بأن تبيع لها ما تريده من البترول .


• وبشرط أن تلتزم بمحاكمة كل من يرتكب أى نشاط هدام ضد اسرائيل كالإثارة والتحريض والعنف .


• وبشرط أن يتم إنشاء نظام سياسي جديد يلتزم فيه الكافة بالاعتراف بإسرائيل وبالسلام معها ، وان يحظر على المعارضين المشاركة فيه .


• وبشرط ان يترك للأمريكان مهمة إعادة صياغة مصر سياسيا و اقتصاديا وعسكريا وطبقيا وتعليميا وثقافيا ودينيا ..الخ ، وان تكون لهم الكلمة الأولى في كل ما من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل .


• وبشرط أن تقود مصر حملة لدفع الدول العربية والقيادات الفلسطينية للاعتراف بإسرائيل ، وان تشارك فى تصفية اى مقاومة او فعل مسلح ضدها .


* * *


وبالفعل خرج الصهاينة من سيناء ودخلها الأمريكان كما دخلوا مصر كلها ، و تم تنفيذ كل شروطهم حرفيا ، فيما عدا نقطة واحدة عجزوا جميعا عن تحقيقها وهى :


انتزاع حب فلسطين وكره (اسرائيل) من قلوب وضمائر الشعب الطيب وقواه الوطنية 


فرغم مرور أكثر من ثلاثين عاما على المعاهدة مع العدو ، الا ان رفضها والنضال ضدها والمطالبة بالغاءها تتزايد يوما بعد يوم .


* * *


انتهت الحكاية ، ولكن الصراع قائم لم ولن ينته ، إلى ان يوفقنا الله فى تحرير كامل فلسطين وكل الأراضي المحتلة وإنهاء المشروع الصهيونى .


فإياكم واليأس مما آلت اليه الأمور ، فما هى إلا معاهدات باطلة وظالمة مصيرها الى زوال .


وكم من المرات فى تاريخنا العريق ، أسقطنا معاهدات مماثلة كنا نتصور انها أبدية ، ففى عام 1951 اسقط شعبنا العظيم معاهدة 1936 ، وفى 1956اسقطنا اتفاقية قناة السويس بعد 87 عاما من توقيعها ، والأمثلة كثيرة .


والبركة فيكم بإذن الله .



* * * * *


القاهرة فى 14 اكتوبر 2010





















































































































































الأحد، 10 أكتوبر 2010

التبعية هى الفتنة الحقيقية


عفوا

التبعية هي الفتنة الحقيقية



محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com



لا تحدثونا عن الفتنة بين المسلمين والأقباط ، ولا عن غيرها .

فمنذ سلموا البلد للأمريكان ووقعوا مع الصهاينة اتفاقيات كامب ديفيد ، انقسمت مصر وانشقت نصفين وتبعتها باقي الأمة .

و من يومها نشأت فتنتنا الكبرى ، و أم الفتن كما يقولون ، انها الفتنة الوطنية الأخطر فى تاريخنا الحديث ، ومنها تولدت ألف فتنة وفتنة أخرى .

انشقت مصر وانقسمت الى نصفين غير متساويين :

• النصف الأول هو النظام ورجاله .

• والنصف الثاني هو كل شعبنا الطيب الغلبان بكل من فيه من مواطنين ووطنيين

* * *

• النصف الأول تحدى الجميع وانتهك الدستور والشريعة والقانون ، ووقف مع الخواجات والصهاينة ، و سيطر على كل عناصر القوة من السلطة والثروة والبرلمان والسلاح والأمن والسجون والإعلام وقبض على أقوات الناس و مصائرهم .

• والنصف الثاني المحكوم يرفض كل ذلك، ولكنه مقهور و مضطهد ومغلوب على أمره و مسجون و محاصر، بعد أن جردوه من كل أدوات المقاومة والتأثير والفعل والتغيير والدفاع عن النفس .

* * *

النصف الأول هم أحفاد الخديوي توفيق وحزبه الذين ادخلوا الانجليز مصر .

والنصف الثاني هم أحفاد عرابي وجيشه الذين حاربوا الانجليز وهُزِموا بسبب الخيانة .

وهم الذين بنوا مصر على سواعدهم ، و حاربوا فى أكتوبر وعبروا وكادوا ان يحرروا سيناء ويستردوها كاملة السيادة .

أما النظام فهو الذي سرق منا النصر وادخل الأمريكان مصر من أوسع أبوابها وانشأ للصهاينة سفارة على نهر النيل ، وتحول هو و ورجاله إلى وكلاء تجاريين وسياسيين لهم فى مصر وفى المنطقة كلها .

* * *

ومن يومها، فقد النظام الذي يحكمنا شرعيته الوطنية علاوة على شرعيته الدستورية والقانونية .

و من يومها ، وهو يحكمنا بلا شرعية .

يحكمنا بالقوة .

وهذا هو مربط الفرس :

* * *

فان لم تكن الشرعية هي مصدر الحكم

فلماذا يحترمها الآخرون ؟

وان لم تكن الغاية هي الوطن واستقلاله ، فكل البدائل مباحة .

وبالفعل بعدها ، هرول الكثيرون ، كل ينشىء لنفسه شرعية خاصة وبديلة عن الشرعية المهدورة .

اختار البعض الدين بديلا عن الوطن ، رغم انهما لا ينفصلان .

ثم اختاروا الطائفة بديلا عن الوطن والدين معا .

واختار البعض الآخر الثروة والمصلحة الخاصة .

واختار رابع الحزب او الجماعة .

واختار خامس الولاء للنظام بديلا عن الولاء للوطن .

وهكذا...

* * *

ومع غياب نظام وطنى يضبط إيقاع الأفراد والجماعات فى إطار مشروع قومى جامع يحقق الاستقلال ، ويحافظ عليه ، وينهض بالمجتمع ، ويحكم بالعدل وبالقانون ...

مع غياب مثل هذا النظام الضابط :

انفرط المجتمع ، وأخذ كل من هب ودب ، يسعى لاستقطاع جزءا او مساحة من هنا او من هناك : سلطة او ثروة او أرضا او نفوذا او دعما خارجيا ، يستأثر بها لنفسه ، و يدعم بها شرعيته الخاصة البديلة فى مواجهة شرعيات الآخرين .

وتيتم الوطن ، وساد الصراع ، و انتشرت الفتن . والبقية تأتى .

* * *

إخواننا الأعزاء بنى الوطن والأمة :

الاستقلال أولا والاستقلال وأخيرا

به نتحرر وفى معاركه نتوحد ، وبحصاده نحل كل مشكلاتنا بإذن الله .

* * * * *



القاهرة فى 7 أكتوبر 2010

























الأحد، 3 أكتوبر 2010

عروبة مصر

عروبة مصر



محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com



حول الحوار الدائر عن هوية مصر ومحاولات التشكيك المستمرة فى عروبتها أقول :

لم يكن الأنبا بيشوى هو أول من ينفى عن مصر عروبتها ، معتبرا بشكل ضمني ان الوجود العربى فيها هو وجود طارئ مصيره الى زوال .

فنفس الادعاء يصدر على الدوام أيضا من بعض الشخصيات القبطية ، أكثرهم صخبا محام يدعى موريس صادق مقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية .

وقبلهم جميعا ومن منطلقات مختلفة ، ادعى نفس الشىء توفيق الحكيم عام 1978 ، حين طالب بان تقف مصر على الحياد بين العرب وإسرائيل كما وقفت سويسرا على الحياد فى الحرب العالمية الثانية .

وهناك أيضا عدد من كتاب نظام كامب ديفيد الذين دائما ما يطعنون فى هوية مصر العربية الإسلامية ، بهدف التبرير والـتأصيل والدفاع عن المواقف الرسمية المصرية المتخاذلة تجاه كل الاعتداءات الأمريكية والصهيونية على الأقطار العربية.

وهناك آخرين من منظور فرعوني ، يدافعون دوما عن خصوصية مصر وتفردها ويؤكدون انها أمة قائمة بذاتها ( الأمة المصرية ) ، من أمثال الكاتبين الراحلين لويس عوض وحسين وفوزي وغيرهما الكثير .

والبعض الآخر يقف ضد عروبة مصر من منظور علماني ، لاقتران التعريب بالإسلام والفتح الاسلامى .

بل بلغ الأمر أن هناك من يهاجم العرب والعروبة كرد فعل غاضب على بعض الممارسات الخاطئة فى نظم الكفالة المتبعة فى الخليج أو بعض التجاوزات الأخلاقية من بعض السياح من الأثرياء العرب .

وبالتالي أصبح فى مقدور كل عابر سبيل ان يدلى بدلوه فى هويتنا القومية والحضارية دفاعا عن مصلحة سياسية او طائفية او فردية ، بدون أدنى اعتبار للأسس العلمية الواجب إتباعها فى مثل هذه المسائل .



* * *

ونظرا لأن هويات الأمم ليست مسألة وجهات نظر ، وإنما هى حقائق موضوعية مستقرة و ثابتة تاريخيا . لذا كان من الواجب علينا ان نعود الى أصول المسائل ، لنراجع معا قصة حياتنا فى الـ 5000 عاما الماضى ، ونستخلص منها بشكل موضوعي كيف تشكلت هويتنا القومية والحضارية :

* * *

ولنبدأ بالجدول التالى الذى يلخص فترات احتلال مصر قبل الفتح العربى الاسلامى:

• احتل الهكسوس مصر 108 عاما متصلة من عام 1675 ق.م الى عام 1567 ق.م

• و احتلتها قبائل ليبية 220 عاما من 950 ق.م الى 730 ق.م

• ثم احتلتها قبائل جنوبية لمدة 95 عاما من 751 ق.م الى 656 ق.م

• ثم احتلها الفرس 130عاما من 525 ق.م الى 404 ق.م ، و من 341 ق.م الى 332 ق.م

ثم جاءت عصور الاحتلال الاوروبى القديم :

• التى بدأت بالاسكندر والبطالمة الذين احتلوا مصر 302 عاما من 332 ق.م الى 30 ق.م

• ثم جاء الرومان فاحتلوها 425 عاما من 30 ق.م الى 395 م

• ثم أخذها البيزنطيون بعد تقسيم الإمبراطورية الرومانية واحتلوها 247 عاما من 395 م الى 642 م

* * *

من الجدول السابق يتضح لنا الآتى :



 ان الحضارة المصرية القديمة العظيمة بدأت تضعف وتندثر منذ الألف الأول قبل الميلاد وبدأت مصر تدريجيا تفقد المقدرة على الاحتفاظ باستقلالها الى ان فقدته تماما ولمدة ألف سنة تقريبا فى الفترة السابقة مباشرة على الفتح الاسلامى .



 و قبل ذلك وحتى فى فترات تحررها ، كانت مصر دائما مشتبكة فى حروب ومعارك للدفاع عن وجودها وأمنها وحدودها ضد الأعداء الخارجيين .



 وكان هذا مؤشرا ودليلا ان هذه الأرض الطيبة ، عليها ان تبحث عن مصيرها وأمنها داخل نسيج اكبر أوسع منها ، يضمها هى وجيرانها الذين لم تختلف ظروفهم كثيرا ، حتى تستطيع ان تتصدى للحملات العدوانية المتكررة القادمة من الضفة الأخرى من البحر الابيض المتوسط . وأن تحقق استقلالها وتحافظ عليه ، وان تصنع نقلة نوعية حضارية جديدة قادرة على المنافسة والبقاء فى عالم أصبح شديد المراس .



 ولكن من اين لها ذلك ؟



 جاءت الإجابة مع الفتح العربى الاسلامى الذى نجح ، خلال بضعة قرون قليلة ، ان يفتح كل هذه الأقطار ويحررها من الاحتلال الاوروبى الذى دام ألف عام ويؤسس دولة إمبراطورية مركزية كبرى ، ويصهر الجميع فيها داخل بوتقة واحدة ، لينتج منها فى النهاية نسيجا واحدا جديدا ، نسيجا نجح فى هضم و استيعاب كل ما فات ، ولكنه جاء أكثر تطورا وقوة واستقرارا ، هو الأمة العربية الإسلامية .



و أصبحت مصر منذئذ جزءا لا يتجزأ من كل ذلك .

و انتقل بنا الحال من النقيض الى النقيض ، فللمرة الأولى في حياتنا نكون جزء من أمة أكبر وفى القلب منها ، وللمرة الأولى منذ ألف عام نتحرر من الاحتلال الاجنبى ، ونصبح مواطنين من الدرجة الأولى في امة ننتمي إليها ، ونتشارك فيها .

ولأول مرة منذ ظهور الحضارة ، نكف عن القتال دفاعا عن حدودنا ، فالحدود قد بعدت إلى اقاصى الشرق والغرب والجنوب ، وبعدت معها المخاطر الخارجية . وأصبح لنا خطوط دفاع أمامية أولى وثانية وثالثة ورابعة في العراق والشام وفلسطين والمغرب والنوبة . فالأمة هي التي تدافع عنا و تحمينا، بعد أن ظللنا لآلاف السنين ندافع عن أنفسنا.

و قصص الهجمات التتارية ، والحروب الصليبية خير شاهد على ذلك .

الأمر الذي جعل من مصر المنطقة الأكثر أمانا في هذا الوطن الواحد مترامي الأطراف ، والأكثر مناعة وقوة ، و بفضل ذلك أصبحت هي القائد الطبيعي لأمتها ، وعاصمتها السكانية و الجغرافية والحربية والسياسية .





* * *



هذه هى بعض دروس التاريخ عن مصر والفتح الاسلامى والأمة العربية والعدوان الاجنبى . وهى دروس وعاها جيدا قادة الاستعمار الغربى الحديث منذ قرنين من الزمان ، وتحركوا على هديها ولا يزالون :



 فها هو نابليون وهو بصدد السعى لضرب المصالح البريطانية فى الشرق ، يختار مصر ليبدأ بها ويحاول احتلالها عام 1798 .



 ثم تتأكد هذه المكانة ثانية على يد محمد على حاكم مصر، الذى حاول تجديد شباب الأمة بتأسيس دولة فتية جديدة تخلف الدولة العثمانية وتضم الحجاز والشام والسودان ، فتجتمع الدول الغربية وتحاربه وتنتصر عليه وتوقع معه " معاهدة كامب ديفيد الأولى " المشهورة باسم معاهدة لندن عام 1840 ، و التى سيسمحون له فيها بحكم مصر وتوريثها لذريته بشرط عدم الخروج الى العالمين العربى والاسلامى والانعزال عنهما تماما .



 و بعد عزل مصر محمد على ، تم احتلال معظم الأقطار العربية ، ثم العودة مرة أخرى الى مصر واحتلالها عام 1882 .



 وكانت هذه هى باكورة مشروعات تقسيم وتجزئة الأمة التى اكتملت فى ترتيبات الحرب العالمية الأولى بمعاهدة سايكس بيكو وصكوك الانتداب الانجليزية الفرنسية الايطالية على أقطارنا . وتوطدت بزرع الكيان الصهيونى . وهى الترتيبات التى لم ننجح حتى الآن من التحرر من آثارها .





 ومع بدية حركات التحرر الوطني بعد الحرب العالمية الثانية بدأت الأمة العربية تستعيد إدراكها ووعيها بهويتها ، فتحررت معظم الأقطار ما عدا فلسطين . وتم تأسيس جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامى ، وتضامن العرب فى حروب 1948 و1956 و1967 و1973 والتفوا معا حول قضية مركزية هى قضية فلسطين . وتوحدوا ضد العدو الصهيونى وانشأوا اتفاقية الدفاع العربى المشترك ...



 ولكن هذه الصحوة المؤقتة والناقصة سرعان ما ضربت مع انسحاب مصر من ميدان المعركة وعزلها و انعزالها عن أمتها العربية بعد حرب 1973 بموجب اتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية المشهورة باسم كامب ديفيد .



 وبانسحاب مصر توالت الهزائم العربية : فطردت القوات الفلسطينية من لبنان عام 1982 ، واعترفت قيادتهم بإسرائيل ، وتنازلت عن 78 % من فلسطين ، وعجزت باقى دول الطوق العربية عن مواجهة إسرائيل بدون مصر ، وانتقل الصراع ضد الصهاينة الى صراع عربى ــ عربى ، واحتلت أمريكا العراق 2003 ، وتغولت إسرائيل وتكررت اعتداءتها على لبنان وفلسطين . ونشطت مشاريع التفتيت فى السودان ولبنان والعراق .



 وانتقل الضعف الى مصر ذاتها وتراجع دورها الاقليمى ، وفقدت إرادتها الوطنية ، وساد الشقاق الوطنى داخلها ، وتفرقت قواها وتفرغت لمواجهة بعضها البعض بدلا من مواجهة العدو الخارجي ، والبقية تأتى .



انه نفس الدرس التاريخي القديم الجديد ، ان انعزلت مصرعن الأمتين العربية والإسلامية ، يضعف الجميع وينتصر الأعداء ، وتحتل الأوطان .



ان عزل مصر هو هدف دائم لأعداء الأمة ، وهو عودة فاشلة ومستحيلة الى عصور ما قبل الميلاد ، عصور ما قبل الفتح العربى الاسلامى ، عصور ظلت مصر خلالها محتلة ألف عاما متصلة .



* * *



القاهرة فى 30/9/ 2010